المحتويات
كم عدد الخلفاء الراشدين الذين تعاقبوا على إمارة المسلمين بعد وفاة رسول الله محمد “صلى الله عليه وسلم”، من الأشياء التي ينبغي على كل مسلم ومسلمة معرفتها، حيث عرفت الفترة الذي تعاقبت وفاة الرسول بـ الخلافة الراشدة، وشملت هذه الفترة من 11 هـ وحتى 41 هـ، أي 30 عام، وتميزت فترة الخلافة الراشدة عن خلفاء الدولة الأموية.
وشملت فترة الخلفاء الراشدين خلافة أربعة من الصحابة هم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وظلت المدينة المنورة عاصمتهم، حتى اتخذ على بن أبي طالب الكوفة لتكون عاصمة له، حيث توسعت سيطرة الإسلام في عهد الخلفاء الراشدين، ووصلت خارج حدود شبه الجزيرة العربية، وسوف نتحدث في هذا المقال عن كم عدد الخلفاء الراشدين.
كم عدد الخلفاء الراشدين
أبو بكر الصديق
ولد أبو بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة التيمي القرشي في مكة عام 573 م،
وكان ذلك بعد عام الفيل بعامين وستة أشهر، وهو أول الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشرين بالجنة، و
كان رفيق نبي الله محمد وصاحبة عند الهجرة إلى المدينة المنورة، بالإضافة إلى أنه كان وزير نبي الإسلام،
كما كان يقول عنه أهل السنة أنه من خير الناس بعد الأنبياء والرسل، وكان من أكثر الصحابة زهدًا وإيمانًا.
كان أبو بكر الصديق من أحب الناس إلى رسول الله محمد “صلى الله عليه وسلم” بعد زوجته عائشة “رضي الله عنها”، ولقب رسول الله أبو بكر بلقب الصديق، لكثرة تصديقه له.
وكان أبو بكر الصديق من أثرياء قريش في الجاهلية، وكان أول من أسلم من الرجال الأحرار،
حينما دعاه الرسول “صلى الله عليه وسلم” للدخول في الإسلام، وبعد ذلك هاجر أبي بكر من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة مرافقًا رسول الله، في غزوة بدر.
وحينما مرض رسول الله “صلى الله عليه وسلم” المرض الذي نال فيه وفاته المنية، في عام 11 هـ، الموافق 12 من ربيع الأول،
أمر أبو بكر بأن يؤم الناس في الصلاة، وبياعه الخلافة في نفس يوم وفاته، فقام أبو بكر بإدارة شؤون الدولة الإسلامية، وقام بتسيير الجيوش، وتعيين الولاة والقضاة.
وفي هذه الفترة من خلافة أبو بكر الصديق “رضي الله عنه” قامت بعض القبائل العربية بالارتداد عن الإسلام،
فأرسل أبو بكر جيوش لمحاربة وقتال هذه القبائل، وأستطاع أن يخضع الجزيرة العربية كاملة تحت راية الحكم الإسلامي،
وبعد انتهاء حروب الردة، بدأ الصديق بإرسال الجيوش للقيام بفتوحات في بلاد الشام والعراق،
وبالفعل استطاع الجيش الإسلامي تحت قيادة أبو بكر الصديق بفتح جزء كبير من العراق وأراضي الشام.
توفي أبو بكر الصديق “رضي الله عنه” في عام 13 هـ الموافق 22 جمادى الآخرة، عن عمر يناهز 63 عام، وخلفه في الخلافة الراشدة عمر بن الخطاب “رضي الله عنه”.
أعمال أبو بكر الصديق
- قتال المرتدين في حروب الردة بعد وفاة النبي، حيث ارتدت بعض القبائل العربية عن الإسلام وقامت بالامتناع عن الزكاة، فقال الصديق ” والله لا قاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً لقاتلتهم على منعها”.
- كذلك بعث جيش أسامة بن زيد الذي قد أعده رسول الله لقتال الروم قبل وفاته، وعندما توفي الرسول “صلى الله عليه وسلم” استكمل الصديق “رضي الله عنه” ما بدأه رسول الله، وعلى الرغم من اعتراض الصحابة على أن أسامة بن زيد هو قائد الجيش لصغر سنه، إلا أن أصر أبو بكر على إرسال الجيش مع القائد أسامة بن زيد، احترامًا لما أمر به رسول الله، حيث قال الصديق ” «والذي نفس أبي بكر بيده، لو ظننت أن السباع تخطفني لأنفذت بعث أسامة كما أمر به رسول الله، ولو لم يبق في القرى غيري لأنفذته”.
- كما أشار عمر بن الخطاب على الصديق بجمع القرآن الكريم في مصحف واحد، بعدما كان يكتب على عدة أشياء متفرقة.
- كما استكمل أبو الصديق الفتوحات الإسلامية، وكانت أبرز فتوحاته فتح العراق وبلاد الشام، حيث قام بإرسال خالد بن الوليد إلى الكوفة في العراق، وأرسل جيش أبي عبيدة بن الجراح إلى حمص، وقام أيضًا بإرسال جيش يزيد بن أبي سفيان إلى دمشق، وجيش شرحبيل بن حسنة إلى الأردن، وجيش عمرو بن العاص إلى القدس.
اقرأ أيضًا: أين دفن العباس
عمر بن الخطاب
ولد أبو حفص عمر بن الخطاب العدوي القرشي بعد عام الفيل، وبعد مولد الرسول “صلى الله عليه وسلم” بـ 13 عام،
وكان عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشرين بالجنة،
وكان أيضًا من كبار أصحاب النبي محمد “صلى الله عليه وسلم”، وكان من أشهر القادة ذات التأثير والنفوذ في التاريخ الإسلامي.
لقب عمر بن الخطاب بالفاروق، وتولى خلافة الدولة الإسلامية بعد وفاة الصديق “رضي الله عنه” في عام 634 م، والموافق 23 من أغسطس، و22 من جمادي الآخرة في عام 13 هـ.
كان عمر بن الخطاب قاضي، واشتهر بإنصافه وعدله للناس سواء مسلمين أو غير مسلمين من المظالم التي تقع عليهم، وجاء سبب تلقيبه بالفاروق أنه يفرق بين الحق والباطل.[1]
أعمال عمر بن الخطاب
- مؤسس التقويم الهجري.
- قام بتوسيع حدود الدولة الإسلامية، حيث شملت مصر، وليبيا، والعراق، والشام، بلاد فارس، وخراسان، وشرق الأناضول، وجنوب أرمينية، وسجستان.
- جعل القدس تحت حكم إمارة المسلمين، مما شملت الدولة الإسلامية أراضي الإمبراطورية الفارسية الساسانية كاملة، وثلث أراضي الإمبراطورية البيزنطية.
- استطاع عمر بن الخطاب بدهائه العسكري في حملاته المتعددة، أن يخضع إمبراطورية الفرس كاملة تحت إمارة المسلمين، وكان ذلك في أقل من عامين.
- كما استطاع الحفاظ على وحدة الدولة من خلال حنكته السياسية والإدارية، حيث أخذت الدول الإسلامية في التنامي وزاد عدد سكانها، وتنوعت أجناس أعراقها.
عثمان بن عفان
ولد أبو عبد الله عثمان بن عفان الأموي القرشي في مدينة الطائف، وقيل أيضًا أنه ولد في مكة عام 576 م،
وكان ذلك بعد عام الفيل بـ 6 سنوات، وهو ثالث الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشرين بالجنة.
تزوج عثمان بن عفان من اثنين من بنات الرسول “صلى الله عليه وسلم” وهم رقية “رضي الله عنها”،
وبعد وفاتها تزوج من أم كلثوم “رضي الله عنها” ولهذا السبب سمي عثمان بن عفان “رضي الله عنه” بـ ذا النورين.
عثمان بن عفان أول من هاجر إلى الحبشة حتى يحفظ الإسلام، وبعد ذلك اتبعه سائر المهاجرين،
وكانت الهجرة الثانية لعثمان بن عفان إلى المدينة، حيث كان يحبه الرسول كثيرًا ويثق به،
وكان يكرمه لحسن أخلاقه وحيائه، والمال الذي كان يبذله حتى يناصر المسلمين الذين آمنوا بالله ورسوله،
وبشره النبي بأنه مثل أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب وباقي العشرة المبشرين بالجنة، وبشره أيضًا بأنه سوف يموت شهيد.
بعد وفاة عمر بن الخطاب عقد مجلس الشورى لتعيين خليفة بعد عمر “رضي الله عنه”
واستقر الأمر على بياعه الخلافة لعثمان بن عفان “رضي الله عنه”، وكان ذلك في عام 23 هـ، حيث استمرت مدة خلافته إلى 12 عام.
توفي عثمان بن عفان في النصف الثاني من خلافته، حيث ظهرت أحداث فتنة نتج عنها اغتياله،
وكان ذلك في عام 35 هـ، الموافق 18 ذي الحجة، كان عمره حينما توفى 82 عام، ودفن في البقيع في المدينة المنورة.
أعمال عثمان بن عفان
- تم جمع القرآن الكريم في عهده.
- استطاع بعمل توسعات في المسجد الحرام، والمسجد النبوي.
- كما فتح في خلافته الكثير من البلدان التي أدت إلى توسعات في الدولة الإسلامية، مثل: أرمينية، خراسان، كرمان، سجستان، قبرص، إفريقية.
- أنشأ في عهده أول أسطول إسلامي بحري، حتى يحمي الشواطئ من هجمات البيزنطيين.
اقرأ أيضًا: صفات المهدي المنتظر بالتفصيل
علي بن أبي طالب
ولد أبو الحسن على بن أبي طالب الهاشمي القرشي في مكة، حيث أشارت بعض المصادر التاريخية أن ولد في جوف الكعبة عام 599 م، الموافق 17 مارس،
وكان ذلك بعد 30 عام من عام الفيل، وهو رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرين بالجنة،
وابن عم الرسول “صلى الله عليه وسلم”، وأمه فاطمة بنت أسد الهاشمية، بالإضافة إلى أنه أول الأئمة لدى الشيعة.
أسلم علي بن أبي طالب قبل الهجرة، وكان أول من أسلم من الصبية،
وهاجر إلى المدينة بعد أن هاجر الرسول “صلى الله عليه وسلم” بـ 3 أيام، تزوج علي بن أبي طالب من فاطمة الزهراء بنت الرسول، وكان ذلك في العام الثاني من الهجرة.
شارك علي بن أبي طالب “رضي الله عنه” في كل غزوات وفتوحات الرسول “صلى الله عليه وسلم” باستثناء غزوة تبوك، وذلك لأن خلفه الرسول على المدينة.
اشتهر علي بن أبي طالب ببراعته في القتال، حيث كان أحد عوامل نصر المسلمين في الكثير من الغزوات،
وأبرزها غزوة الخندق، ومعركة خبير، ومن الجدير بالإشارة أن كان علي بن أبي طالب محل ثقة لسيدنا محمد “صلى الله عليه وسلم”، فكان علي أحد كتاب الوحي، ومن أهم سفرائه ووزرائه.
كما كانت مكانة علي بن أبي طالب وعلاقته بالصحابة، محل خلاف تاريخي بين الفرق الإسلامية،
فكان يرى البعض أن أختار الله عز وجل علي بن أبي طالب ليكون وصي وخليفة للمسلمين، وأن قد أعلن الرسول ذلك في خطبة الغدير،
ولهذا السبب اعتبروا أن خلافة أبو بكر الصديق للمسلمين كان أمر مخالف لتعاليم الرسول.
بالإضافة إلى أنهم كانوا يرون أن علاقة علي بن أبي طالب بالصحابة كانت علاقة متوترة،
لذلك ينكر البعض حدوث هذا التنصيب بالخلافة، بينما يري البعض الأخر أن علاقة الصحابة بعلي كانت مستقرة وجيدة،
ونتج عن اختلاف هذه العقائد والآراء نزاع بين السنة والشيعة دام على مدى عصور كثيرة.
فترة حكم علي بن ابي طالب
تم بياعة الخلافة لـ علي بن أبي في المدينة المنورة عام 35 هـ، وحكم الدولة الإسلامية لمدة 5 سنوات و3 أشهر،
وعلى الرغم من عدم الاستقرار السياسي في ذاك الوقت،
إلا أن تميزت فترة خلافته بالتقدم الحضاري، خاصةً في الكوفة التي اتخذها كعاصمة جديدة للخلافة الإسلامية.
حدث الكثير من المعارك أثناء خلافة علي بن أبي طالب، وكان ذلك امتداد للفتنة التي نتج عنها اغتيال عثمان بن عفان،
وبالتالي حدث تشتت في صفوف المسلمين، وانقسموا إلى شيعة على الخليفة الشرعي،
وشيعة مطالبين بدم عثمان بن عفان “رضي الله عنه”، وكان على رأسهم “معاوية بن أبي سفيان”.
وخرج أيضًا جماعة يسموا الخوارج، لمهربة علي بن أبي طالب ولكنه هزمهم في النهروان،
وظهرت مجموعات أخرى تتبرأ من سياسته، عرفوا باسم النواصب،
وتم استشهاد علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم، وكان ذلك في عام 40 هـ، في شهر رمضان.
كما اشتهر علي بن أبي طالب بالفصاحة والحكمة، وكان رمز للقوة والعدل،
ونسب إليه الكثير من الاقوال المأثورة والاشعار، واتصف أيضًا بالزهد، وكان من أكبر علماء عهده علمًا وفقهًا.
كم عدد الخلفاء الراشدين وملخص فترة حكمهم
وبعد إن اجبنا عن سؤال كم عدد الخلفاء الراشدين، دعونا نخبركم بفترة حكمهم حيث امتدت فترة الخلافة الراشدة من عام 11 هـ، وحتى عام 40 هـ، وهي ما تقرب إلى 30 عام.
وكانت أطول مدة خلافة في عهد ثالث الخلفاء الراشدين عثمان بن عفان “رضي الله عنه” حيث بلغت فترة خلافته إلى 12 عام.
اسم الخليفة |
مدة الخلافة |
أول الخلفاء الراشدين الخليفة أبو بكر الصديق |
من 11 هـ وحتى 13 هـ |
ثاني الخلفاء الراشدين الخليفة عمر بن الخطاب |
من 13 هـ وحتى 23 هـ |
ثالث الخلفاء الراشدين الخليفة عثمان بن عفان |
من 23 هـ وحتى 35 هـ |
رابع الخلفاء الراشدين الخليفة علي بن أبي طالب |
من 35 هـ وحتى 40 هـ |
اقرأ أيضًا: علاج الوسواس في الصلاة
كيف كانت الدولة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين
كانت الدولة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين متماسكة وقوية، وكان الدين السائد فيها هو الدين الإسلامي،
بينما كان يوجد عدد قليل من الذين يعتنقون الديانة المسيحية، واليهودية، والصائبية، والمجوسية.
وكانت اللغة العربية هي اللغة الرسمية والسائدة في دولة الخلفاء الراشدين،
ولكن كان يوجد سكان يتحدثون بلغات أخرى، مثل: اللغة القبطية، والكردية، والتركية، والرومية، والآرامية، والفهلوية، العبرانية، والبربرية، والكرجية.
وفي نهاية مقالنا نرجو أن نكون استوفينا الحديث واستطعنا الإجابة على سؤال كم عدد الخلفاء الراشدين،
وهم أربعة خلفاء من الصحابة، ومن العشر المبشرين بالجنة،
بالإضافة إلى أن ذكرنا أبرز تفاصيل خلافة كلًا منهما، وكيف كانت الدولة الإسلامية في عهدهم.
المراجع
- ar.wikipedia.org، كم عدد الخلفاء الراشدين، 27-5-2021