أين يقع وادي الملوك ومتى تم اكتشافه ؟

كتابة: لارا - آخر تحديث: 29 مايو 2021
أين يقع وادي الملوك ومتى تم اكتشافه ؟

بسبب الأهمية الكبيرة لهذا المعلم الحضاري من تاريخ الفراعنة جعلت الكثير من المُهتمين يتساءلون أين يقع وادي الملوك المصري، حيث لا يزال عصر الفراعنة مفعم بالمزيد من الألغاز والمعجزات التي حيرت العقل البشري وصمت أمامها الفكر والمنطق، وذلك بسبب براعة المصريين القدماء في العديد من الفنون والعلوم التي عرفها العالم مؤخرًا في العصور الحديثة،

ويُعد ضمن أحد إنجازات أجدادنا القدامى هو وادي الملوك الذي شغل بال العلماء العالميين على مدار حقب وفترات زمنية مختلفة، وسنسرد لكم في السطور التالية القصة الكاملة وراء ذلك المكان الأثري وما يخفيه من أسرار.

اين يقع وادي الملوك

نظرًا للصيت الواسع الذي اكتسبه وادي الملوك  بسبب ثرائه الأثري والثقافي حظي باهتمام الكثير من المختصين بدراسات وأبحاث الآثار وعلوم المصريات ودفعهم للتساؤل أين يقع وادي الملوك، ليس العلماء فحسب، وكذلك السياح الذين يأتون إليه من شتى أرجاء العالم لزيارته والاستمتاع بمعرفة تاريخه وخفاياه الكامنة، وكذلك تمتع أنظارهم برؤية مقابره ونقوشه الرائعة:

  • يُعد وادي الملوك أحد أهم المعالم الأثرية والحضارية في مصر.
  • ويعتبر واحدًا من أشهر المزارات والمقاصد السياحية بالعالم.
  • وحصل وادي الملوك على الاعتماد الدولي من منظمة السياحة العالمية عام 1979 وأصبح موقعًا للتراث العالمي.
  • كما يُوفد إليه السياح الأجانب من مختلف أنحاء الأرض؛ وسط فضول لاكتشاف وتفسير خفايا هذا التشييد العظيم، وكذلك التلذذ بالتعرف على كنوز مصر الثمينة.
  • فيما يقصده الزائرون خاصة في الشتاء للاستمتاع بالمناخ الدافئ في الجنوب المصري.
  • ويقع وادي الملوك في جنوب مصر بقلب مدينة الأقصر تحديدًا على ضفة نهر النيل الغربية.
  • وينقسم الوادي إلى قسمين الجهة الشرقية والجهة الغربية.
  • وأطلق عليه القدماء المصريين أسم “تا انت” بمعنى الوادي.
  • وتم استخدام وادي الملوك لمدة حوالي خمسة قرون لبناء وإقامة قبور أكبر ملوك وأمراء ونبلاء الفراعنة.
  • وكان ذلك في الفترة ما بين القرنين السادس عشر والحادي عشر قبل الميلاد؛ أي في عصر الآسرات الحاكمة، فقد امتد من الأسرة الثامنة عشر إلى الأسرة العشرون في عهد مصر القديمة.
  • وأول ملك فرعوني تم دفنه بالوادي هو تحتمس الأول.
  • ومن أشهر ملوك وأمراء المصريين القدماء الذين تم اكتشاف مقابر لهم بوادي الملوك هم؛ الملك المصري الصغير توت عنخ آمون، ورمسيس السادس، وتحتمس الثالث، وسيتي الأول.[1]

الموقع الجغرافي

حيث يهتم الكثير بمعرفة موقع وادي الملوك بمصر، ولذلك نوضح لكل المهتمين الخريطة التفصيلية لهذا المعلم الأثري، فاستكمل القراءة للنهاية:

  • كما ذكرنا فإن وادي الملوك يقع في جبانة طيبة على ضفاف النيل وبالتحديد البر الغربي للنهر في إحدى محافظات صعيد مصر وهي الأقصر.
  • و يأخذ شكل الوادي الضيق العميق المُحاط بكمية هائلة من المرتفعات والصخور؛ فهو أشبه بالحفرة العميقة وذلك لأنه تم تشييده خلف جبل مدينة طيبة.
  • بالإضافة إلى أنه يوجد بالقرب منه كل من وادي الملكات، ومعابد الدير البحري، وأبو سمبل،  ورامسيوم، وتمثال ممنون، ودير المدينة الواقعون في الجهة الغربية من مدينة الأقصر.
  • أما الضفة الشرقية للمنطقة الأثرية فتحتوي على معابد الكرنك والأقصر، ومتحف الأقصر؛ ويربطهم “طريق كباش”.
  • وعند زيارة وادي الملوك؛ فيمكنك المجيء إليه بالذهاب أولًا لمدينة الأقصر؛ ومن ثم استقلال سفينة نهرية بالنيل، وأخذ الاتجاه الغربي.
  • وأثناء رحلتك النيلية ستجد معالم أخرى قد تجذب انتباهك بروعة جمالها وعظمة تشييدها؛ مثل معبد “سيتي” الواقع في “القرنة” إحدى قرى محافظة الأقصر.
  • ومن ثم يتم سلوك الطريق الصحراوي الغربي والذي يبلغ طوله خمسة كيلومترات.

متى تم اكتشاف وادي الملوك؟

استغرق الكشف عن وادي الملوك وقتًا ليس بقصير فتم اكتشاف مقابره على عدة مراحل وفي حُقب زمنية مختلفة وهذا ما سنسرده من خلال فقرتنا التالية:

  • ففي العام 1799 وعلى يد العالم الفرنسي ” دومينيك فيفانت” الذي أتى إلى مصر خلال الحملة الفرنسية؛ تم تصميم أولى الخرائط لموقع المقابر التي تم اكتشافها حينها.
  • ولوحظ للمرة الأولى وعلى يد كل من إدوارد فيليه، وبروسبير جولوه العلماء الفرنسيين وجود الجانب الغربي من وادي الملوك؛ بحيث تم اكتشاف مكان مقبرة الملك “أمنحتب الثالث” والتي عُرفت بإسم “المقبرة 22”.
  • وفي مطلع القرن 19 توالت حملات الاستكشافات الأوروبية عن المعالم الأثرية المصرية؛ بقيادة  العالم الفرنسي “شامبليون” بعد أن تمكن من تفسير اللغة الهيروغليفية بفكه رموز حجر الرشيد.
  • ومن ثم نجح عالم فرنسي أخر يدعى “بلزوني” عام 1816 من الكشف عن عدد من المقابر منها “المقبرة 23” للملك خبر خبرو راع.
  • وبعد ذلك بعام واحد تم اكتشاف مقبرة رقم 17 المدفون بها الملك الفرعوني سيتي الأول.
  • ولم تنتهي الاكتشافات بعد؛ حيث في أعقاب ذلك بفترة قام العالم هوارد كارتر باكتشاف المقبرتين 20، و 42.
  • وبشروق شمس القرن ال 20 استطاع ثيودر ديفيز المحامي الأمريكي اقناع المسؤولين المصريين بالسماح له بالحفر والتتقيب عن المقابر الأثرية.
  • وتمكن هو والفريق المعاون له برئاسة البريطاني “إدوارد أيرتون” العالم في علوم المصريات من الكشف عن الكثير من مقابر الفراعنة للملوك وغير الملوك مثل (المقبرة 43، 46، 57).
  • فيما عثروا أيضًا على المقبرة رقم 55؛ والتي كانت تحوي أسرار لجبانة العمارنة.
  • بالإضافة إلى نجاحهم في استخراج آثار الملك “توت عنخ أمون” من المقبرتين 54، و 58، وتم الإعلان عقبها عن نهاية الاكتشافات الأثرية بوادي الملوك.
  • ومع بزوغ فجر عام 1922 اشتعلت شرارة أخرى للاستكشافات الأثرية المصرية حيث نجح جورج هيريت من اكتساب حق التنقيب والبحث بالوادي؛ وبالفعل تمكن هو وفريقه بقيادة  العالم”هوارد كارتر” من العثور على المكان الحقيقي لمدفن الملك الصغير  “توت عنخ آمون” وهو المقبرة رقم 62.

مقابر القدماء المصريين

بعد أن تعرفنا على أين يقع وادي الملوك يجب أن نسرد بعض المعلومات الهامة عن مقابر الفراعنة حيث:

  • في البداية لابد من معرفة أن وادي الملوك يحتوي على 63 مقبرة لكبار ومسؤولي عصر الحضارة المصرية القديمة.
  • تتفاوت أحجام تلك المقابر ما بين الحفر الصغيرة والمقبرة الكبيرة المعقدة التي تضم حوالي 120 غرفة دفن أو أكثر بداخلها.
  • هذا وتتنوع ما بين مدافن للأمراء، والملوك، والنبلاء، والأشخاص ذات القرابة من الدرجة الأولى بالملوك.
  • وتم اكتشاف أخر مقابر وادي الملوك عام  2006 وأطلقوا عليها لقب “المقبرة 63”.
  • كما تم بعد ذلك الكشف عن مدخلين لنفس المقبرة وكان ذلك في العام 2008.

ما هو سر اختيار الفراعنة وادي الملوك في الدفن

هناك عدة أسباب دفعت حكام الدولة الفرعونية إلى اختيار هذا الموقع بالأخص لدفن موتاهم من الأمراء والملوك؛ ولنتعرف على سر اختيارهم هذا في السطور التالية:

  • يعود السبب وراء انتقاء وتفضيل ذلك المكان بالتحديد لاستخدامه في تشييد المقابر والدفن إلى الملك تحتمس الأول؛  ثالث الملوك بالأسرة ال18 عام 1540 إلى 1501، وأول الملوك الذين تم دفنهم بالوادي.
  • وأمر مهندسه “أنيني” أن يقوم بتصميم مقبرة له خلف الهضاب وبعيدة عن أنظار الصوص.
  • وقام بالفعل المهندس أنيني بتشييد مقبرة الملك تحتمش الأول في المكان الذي اختاره، ودون على جدرانها بالنقوش قصة اختيار الملك هذا المكان لدفنه؛ حيث تضمنت تدوينة المهندس النص التالي (قمت وحدي باختيار موقع مقبرة فخامة الملك تحتمس الثالث ولن يسمعني أحد أو يراني).
  • ويأتي  ضمن أهم أسباب اختيار قدمائنا المصريين لوادي الملوك للدفن؛ هو وقوعه بين القمم الجبلية البعيدة عن الأراضي الزراعية، ومناطق حدوث الفيضان السنوي.
  • وكذلك تمتع المكان بالرطوبة المنخفضة مما يساعد على حفظ جثامين الموتى من التحلل بعد تحنيطها.
  • وكان الفراعنة يعتقدون أن موتاهم سيحيون في عالم أخر عقب الدفن، يخلدون فيه خلودًا أبديًا؛ ولذلك كانوا يرافقون مقابرهم بجميع متعلقات المتوفي من كنوز وذهب؛ وهذا ما كان يعرضها للسرقة والنهب من قِبل اللصوص والعابثين فيما بعد.
  • وكان المصريين القدماء أيضًا يخفون مقابر الملوك بكميات كبيرة من قِطع الفُخار التي كانت توضع على أبواب المقبرة كعملية تمويه لها أو إخفائها عن عيون نابشي القبور؛ ولكن فيما بعد كان ذلك خير دليل وأبرز علامة للمستكشفين الأجانب وعلماء الآثار على وجود مقابر للفراعنة في هذا المكان.

قد يهمك أيضًا معرفة: الاشهر الميلادية وما معاني أسماء الأشهر الميلادية

كيف أثر وادي الملوك على السينمات العالمية

يعد وادي الملوك مصدر إلهام كبير لمخرجي ومنتجي السينما العالميين؛ فقد كان له أثر كبير على الأعمال الفنية التي تم إنتاجها خصيصًا لتسليط الضوء على عظمة تاريخ وإنجازات الحضارة المصرية الفرعونية القديمة:

  • ونظرًا للشهرة الواسعة التي حظي بها وادي الملوك اهتم القائمين على إعداد وإنتاج الأفلام السينمائية، والأعمال الدرامية بجذب انتباه المُشاهد الغربي بتقديم مادة تلفزيونية تحاكي الحضارة المصرية القديمة، لعرض أهم معالم وآثار الفراعنة التي لم يسبق للمشاهد الأجنبي رؤيتها من قبلُ.
  • فيما لاقت تلك الأفلام والمسلسلات التي أنتجت عن القدماء المصريين إعجابًا، وإقبالًا واسعًا من قِبل المشاهدين الأوروبيين.
  • حيث أنتجت السينما الأمريكية “هوليود” أول فيلمان عن الحضارة المصرية يحملان أسم  (The Valley of Kings)؛ أي بمعنى “وادي الملوك”، وتم إنتاج الفيلم الأول في العام 1954، واُنتج الثاني بعدها بعشرة أعوامًا أي سنة 1964.
  • وبحلول عام 1980 تم اختيار وادي الملوك كمسرح لتصوير أحداث ( The Awakening) الفيلم الأمريكي الشهير.
  • بالإضافة إلى اهتمام التليفزيون الفرنسي أيضًا إلى جانب الأمريكي  بتصوير وإنتاج الكثير من المسلسلات القصيرة.
  • كما تم عمل الكثير من أفلام الوثائقيات الأمريكية التي تحدثت عن مقابر الفراعنة وخاصة وادي الملوك.
  • فقد تم إنتاج أول فيلم وثائقي يعالج أسرار الفراعنة عام 1938؛ وهو فيلم عن اكتشاف مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون وحمل أسم  ( Ancient Egypt) بمعنى “مصر القديمة”، ولم تتجاوز مدته ال9 دقائق.
  • وتتابعت شركات الإنتاج العالمية في استخدام وادي الملوك كمصدر لها في إنتاج الأفلام الوثائقية؛ ففي عام 2004 تم تصوير فيلم تحت عنوان ( Seven Wonders of Ancient Egypt) أي “العجائب السبع للدولة المصرية القديمة”.

هنا تجد: أهمية القدس .. تعرف على مدينة القدس وأهم معالمها

وادي الملوك والسينما العربية

  • ولا ننسى صناع السينما بالوطن العربي من الحديث عن وادي الملوك وخاصة المصريين.
  • حيث في عام 1965 تم تصوير الفيلم المصري الشهير “غرام في الكرنك”؛ والذي تجولت كاميرته في ساحة وادي الملوك لتُبرز جمال المعالم الأثرية بالمنطقة كمعبد أبو سمبل، والدير البحري.
  • هذا وتم أيضًا تصوير مسلسل مصري شهير بعنوان “وادي الملوك”.

وبعد أن لقرائنا الكرام إجابة السؤال الشائع اين يقع وادي الملوك، الآن بإمكانكم معرفة الموقع الجغرافي لهذا المعلم الأثري العظيم، وكذلك يمكنكم زيارته للاستمتاع برؤيته والتعرف على قصته وأسراره.

المراجع

  1. ar.wikipedia.org، أين يقع وادي الملوك، 28/5/2021
1813 مشاهدة
error: Content is protected !!