حكم العادة السري عند الرجال

كتابة: مريم - آخر تحديث: 28 مايو 2021
حكم العادة السري عند الرجال

حكم العادة السري عند الرجال أو ما يعرف بالاستمناء من الأمور التي يتوجب معرفة حكمها، حتى لا يقع الشخص في أي خطأ محرم شرعًا، والعادة السرية عبارة عن نزول المني بشهوة عمدًا، أي دون مباشرة الزوجة، ويتم هذا الاستمناء عن طريق اليد، أو شيء من الجمادات، وقام أهل العلم والفقه بالحكم شرعًا في هذا الأمر، وسوف نتناول خلال هذا الموضوع حكم ممارسة العادة السري.

حكم العادة السري عند الرجال

مذهب الحنيفة في ممارسة العادة السرية عند الرجل لم يبيح الحنيفة ممارسة العادة السري، وعند اضطرار الشخص
لخوفه من الوقوع في الزنا، ففي هذه الحالة يكون ارتكب الشخص أخف الضررين،
وفي حال كان الهدف بقصد اللذة، فيعتبر هذا الفعل حرام، ومن الجدير بالإشارة أن أكثر الأشخاص الذين يقومون بفعل هذه
العادة، يكون بقصد اللذة أو التسلية، ليس اضطرارًا.

حكم مذهب الحنابلة في العادة السرية لدى الرجال

لا يباح الاستمناء فقد نص الحنابلة على تحريمه، وعلى أن صاحبة يستحق التعزير، ولكن وضع الحنابلة حد عند ضرورة ممارسة العادة السرية،
بالإضافة إلى أن قال الحنابلة أن ممارسة هذه العادة تعطى شعور خادع، وتجعل الشخص يقع في الأوهام، فلابد من التغلب على هذه الشهوة، ومقاومة النفس.

ونصح الحنابلة بتوبة الشخص الفاعل لهذه العادة، وأن يكثر من قراءة القرآن، والاستغفار ويلتزم الصوم والكثير من العبادات، حتى يتغلب على نفسه ويقلع عن هذه العادة السيئة والمحرمة شرعًا.

قال الحنابلة أن تباح ممارسة العادة السرية في الحالات التالية:

  1. أن يكون الرجل غير متزوج، مما يخشى الوقوع في الزنا.
  2. عدم ممارستها بقصد الحصول على المتعة واللذة.

حكم مذهب المالكية والشافعية

حرم مذهب المالكي ومذهب الشافعي الاستمناء، أو ممارسة العادة السرية.[1]

اقرأ أيضًا: حكم علم التنجيم في الإسلام والاستدلال بالأحوال الفلكية عن الحوادث

دلائل على تحريم العادة السرية

الدليل الأول

قال الله تعالى ” وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون “.

وحصر الله عز وجل الاستمتاع على أن يكون بالزوجة والأمة، ويسمى كلًا من ابتغى المتعة عن طريق آخر غير هذين الطريقين يسمى معتديًا، ويعد أي استمتاع آخر محرم، واستدل الإمام الشافعي على تحريم الاستمناء من خلال الآية السابقة.

الدليل الثاني

عن عبد الله بن مسعود –رضى الله عنه قال “كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لاَ نَجِدُ شَيْئًا، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:”يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ؛ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ”.

كما يستدل من هذا الحديث حث رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج، وأن لم يستطيعوا فعليهم بالصوم، وذلك للوقاية من الفتن، وعدم الوقوع في الخطايا والذنوب، ولو كان الاستمناء جائز أو خير لأرشد إليه النبي، لكنه أرشد الشباب إلى الزواج أو الصوم في حال عدم الاستطاعة على الزواج.

الدليل الثالث

ينتج عن ممارسة العادة السرية أضرار بدنية وصحية، حيث أكد الأطباء أن ممارسة الاستمناء يؤثر على قدرة الرجل أثناء العلاقة الزوجية (الضعف الجنسي)، ويمكن أن ينتج عنها عقم، أو ضعف تركيز والانشغال عن الواجبات، بالإضافة إلى أثرها السلبي على النفسية، لأن من الممكن أن تسبب اكتئاب، وتجعل صاحبها يرتكب الفواحش.

كما يجب على كل شخص يمارس العادة السرية الإقلاع عنها، والابتعاد عن أي شيء يثير الشهوة سواء نظر، أو فكر، بالإضافة إلى كثرة الصوم، والبعد عن الأطعمة التي تثير الشهوة.

اقرأ أيضًا: حكم نسيان زكاة الفطر

الأمور التي تساعد في التخلص من العادة السرية

  1. المبادرة بالزواج.
  2. البعد عن الأطعمة التي تثير الشهوة.
  3. كذلك البعد عن كل ما يثير الشهوة، مثل النظر إلى الصور الخليعة، وهكذا.
  4. توجيه إحساس الشخص ومشاعره بالمجالات المباحة، مثل المناظر الطبيعية.
  5. كما يمكن الإكثار من العبادة، وتلاوة القرآن، وعدم الاستسلام للأفكار السيئة، واختيار الأصدقاء المستقيمين.
  6. عدم الانشغال بالتفكير في الأمور الجنسية، والاندماج في العمل ومع المجتمع.
  7. كذلك البعد عن الملابس الناعمة، والروائح المثيرة، التي تثير الشهوة والغرائز.
  8. عدم النوم في فراش يذكر الشخص باللقاء الجنسي.
  9. البعد عن المجتمعات التي تظهر فيها الفتنة.
  10. عدم الاخلاء بالنفس لمدة طويلة.
  11. كما يجب المواظبة على صوم النوافل.
  12. كذلك الاستيحاء من الله حتى لا يجدك على معصية، واحترام نظرة الله لك، فالله سبحانه وتعالى يرانا، حيث قال الله عز وجل ” يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ “.[2]

وفي نهاية مقالنا نرجو أن نكون استوفينا الحديث حول موضوع حكم العادة السري عند الرجال أو ما يعرف بالاستمناء،

والذي تحدثنا فيه عن حكم المذاهب الأربعة حول هذا الموضوع، بالإضافة إلى ذكر دلائل تحرم ممارسة العادة السرية عند الرجال،

وذكر بعض الطرق التي تساعد على كيفية علاجها والإقلاع عنها.

المراجع

1870 مشاهدة
error: Content is protected !!